الياس ومكه
بعد ساعات من السير شعر “الياس ” بتراخى جسد “مكه” على كتفه واتضح بشده ما كان يخشاه
توقف عن السير وانزلها برفق بين يده ليجلس بها وهو يلتقط انفاسه بصعوبه وقلبه يركض فى ساحه
بلا نهايه نظر اليها وهو يحاول ان ينفي شعور الضيق الذى احتل صدره مسح على وجها برفق
وبدا يحاول افاقتها وهو ينادى بصوت عال :
_ فتحى عينك بصيلى انا عارف انك سمعانى ما تستسلميش فتحى عينك
حاول ان يهددها لكنه فى الحقيقه كان قلق متعصب لا يريد سوى أن تستيقظ لذا صاح منفعلا :
_ فتحى عينك والا هسجنك هسجنك هولع فيكى بصيلى
لم تستجيب لاى من ذلك مما أحبط أمله فى نجاتها من هذا الهلاك بدأت انفاسه تختنق ولاول
مره يكاد يوشك ع البكاء همس بإسمها بنبره شبه متوسله :
_ مــكــه ,,
على فجأه شعر بالندم بعدما إستطعم حلو حروف إسمها الذى لم يجربه من قبل نكرها تماما
وهى تحتل جزء كبيرا من عقله لم يدركه ولم يعطيه أى اهتمام فى السابق أما الآن فهو نادم
على عدم مشاركتها جنونها
حملها بين يده ورفض الاستسلام ونهض على قدميه رغم شعوره القوى هو الآخر
بالضعف والانهاك لكنه تقدم يحملها بين يده وهو ينادى بارهاق :
_ يا رب
ترك حمله على الله هذه ليست المرة الاولى التى يضيع فيها بالصحراء أو حتى بين الجبال
لكن هذه المرة الوحيده التى يحمل قلبه على يده ويركض به أملا أن ينجو أويهلك هو فداء له
_______جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________
“مرام وعدى ”
وسط الهتاف خرج صوت “مرام “الهستيرى والذى ضاع فى هذا الزحام
لكن كان “عدى ” يسمعه بوضح بل لا يسمع غيره،دفع الجموع وهو يشعر
أن هناك شئ خطر لم يقوده الى هذا الصوت دون معرفه سببه لكن فور وصوله
لاحظ وجود “مرام ” وسط حلقه من الشباب
اندفع هائجا فيما بينهم محاولا الدخول بينهم وهذا كان شبه مستحيلا لذا بدأ يصرخ منفعلا
حتى يلفت انتباه المتظاهرين لمساعدته وبالفعل انتبه اليه المحيطين لكن كان هو اول
حاول التصرف والدخول بينهم وبصعوبه شديده ومع تدافع الجمع اصبح فى المنتصف مع
“مرام ” وانصدم من حالتها الرثاء وفهم على الفور ما دار اثناء غيابه مع ريان واكتفى بنظرتها
المثتغيثه و اشعلت غضبه اكثر وإخطفها من بين ايديهم الى احضانه وبيده الاخرى بدأ يدفعهم عنها
بعنف لكن هو وحده لا يكفى ليحميها من هؤلاء الحثاله
اذداد الشغب والاهتياج وضح صوته حتى مكتب اللواء والذى شاهد الجلبه من شرفة مكتبه
واتجه فورا الى مكتبه واتصل بهاتف المكتب وصاح منفعلا :
_ العيال دى لازم تمشى من هنا باسرع وقت
اغلق هاتفه دون انتظار اجابه بالفعل الامر زاد عن حده وسيلفت انتباه وسائل الاعلام وسيصعب السيطره
إن لم يكن بالفعل حدث
بالاسفل
وأتت عناية الله بأن تدخل المتظاهرين وبدؤ بإصتياضهم واحد تلو الاخر
حتى تفرق شملهم وفى وسط هذا التدافع عندها سقط “عدى ” ارضا لكنه ابى ترك “مرام ”
تشبث بها واسقطها على صدره وهى فى حاله من الشلل تام يشعر بكل المها
ونشيجها يفطر قلبه برغم جرح يده الذى عاد للنزيف وبعض الخدوش والكدمات
التى اصابته كان هذا لا يؤثر به يوجعه انه لم يستطع حمايتها من التحرش وشعر انه السبب
فى توريطها فى الامر بل اليد القويه التى دفعتها للنزول الى الشارع دون تدريبها بكيفية
حماية نفسها …..
حاول الناس مساعدتهم لكن “مرام ” كانت تصرخ اكثر وتتشبث ب”عدى” رعبا من أن يتركها
دون أى ادراك انتهاء الامر اعتدل وتحامل على نفسه كى يهدأ حتى يستطيع
اقناعها انها اصبحت فى أمان ولا داعى لتشبثها الطفولى به وذعرها:
_ إهــدى خـلاص مشيوا إهـــدى
ولا يعرف كيف تمرد لسانه أردف دون وعى :
_ انا جــانــبـك ومــش هـسيـبك
_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________
لدى “تمار ” نزلت من شقتها وهى تعبث بحقيبتها بحثا عن مفتاح سيارتها ودون أن تنتبه
اصتدمت بجسد صلب جعلها ترتد للوراء فورا وتنظر امامها لكنها اعينها وقعت على ابتسامه
ناصعه غير مباليه بشى هذا الشكل رأته من قبل لكن ذاكرتها لم تسعفها باسمه وفشلت فى تخمين
شخصه فهتفت معتذره وهى تحاول تجاوزه :
_ انا اسفه
اوقفها “فادى ” متسائلا بسماجه :
_ معقول يا تمار دى تانى مره نتقابل ما تفتكرنيش
عقدت حاجبيها وهى تستنكر لهجته المعاتبه لها وبجديه كبيره حاولت تذكر اسمه لكن هوكان اسرع منها
يقول :
_ فادى سليمان ابن الوزير سليمان صديق والدك احنا لازم نقعد مع بعض قعده صغيره عشان اضمن
انك ما تنسنيش تانى
نفضت رأسها وحاولت الخروج من الامر باللباقه وهتفت دون تفاعل :
_ لا خلاص ان شاء الله اخر مره انساك
قررت تركه دون أن تنظر ردا لكنه اعترض طريقا باصرار :
_ لاء لازم اعزمك على حاجه، فى كافتريا قريبه هنا ممكن نشرب كافيه
هنا قررت “تمار ” مهاجمته بما انه لم تنفع معه اللباقه ورفضت بسماجه تماثل اسلوبه معها :
_ لاء
ابتسم ابتسامه بارده وتحرك من امامه دون اى اجابه بعدما رمقها شرزا عيناه كانت مرعبه بعض الشئ
تعلقت عيناى “تمار” بخطواته المبتعده وهى تقسم فى نفسها انها لن تنساه نظره الاخيره كانت تبوح بشر
فظيع قررت التجاهل والاتجاه نحو سيارتها وعندما وقفت امامها اكتشفت أن ا حد إطارتها مثقوب
فركلتها بقدمها وهى متذمره لكن هذا لم يجعلها تتراجع عن قرار الخروج هى ملت بشده
من بقاؤها وحيده طوال هذه المده فى المنزل خاصتا بعدما انشغل “ريان ” فى عمله
لذا خرجت الى الشارع لتنتظر اى سياره اجره تقلها حيث تشاء وقت قصير وظهرت
امامها سياره عاليه موديل امريكى طل من نافذتها “فادى ” الذى ابتسم ببرود وهو يقول :
_ تحبى اوصلك مكان
لا تعرف سبب لتلك القبضه التى احاطت بقلبها لم ترتاح ابدا لاسلوبه ولا لعرضه ونادرا
ما يحدث هذا تجاه شخص ابتلعت ضيقها وهتفت بهدوء :
_ شكرا انا هاخد تاكسي
حافظ “فادى ” على ابتسامته وهدر مجددا عرضه بسخاء :
_ وليه انا ما عنديش حاجه انهارده واقد اوصلك مكان ما تحبى
ضيق عليها الخناق إما أن تصبح فظه وتنهره أو تقبل دعوته وأمام صمتها المطول هدر هو :
_ اتفضلى يا انسه تمار فرصه نتعرف على بعض اكتر وما تنسنيش ابدا
دارت حول السياره وهى تصعد الى جواره باستسلام برغم ان جملته الاخيره توحى بالريبه
الا انها شجعت نفسها بانها زوجه رجل دوله من الطراز الاول ويتوجب عليها الشجاعه
عندما استقرت الى جواره رسم ابتسامه على وجه و انطلق بالسياره مصدرا صرير عاليا
__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______
“الياس ”
بدأت طاقته بالنفاذ اضافة الى احباطه من حالة “مكه” والصمت الذى بدأ يعم مع الظلام
كانت تعارضه وتشاحنه وتخالف كل اومره لكنها كانت ونيسه جيده فى السفر ادرك اهميتها
عندما سكنت بين يده لا تبدى اعتراض للمسه ولا تعارض فى حملها القى نظره مطوله
لها وحبس انفاسه وكأنه يمنع نفسه من الحديث واخيرا وزفر انفاسه وهتف بتاثر :
_ يارب تعيشى
نظر امامه وهو يظن انه لن يرى سوى الرمال لكن الامر اختلف مع حلول الظلام
لم يرى حتى موضع قدمه جن اليل واختفى القمر تماما عندما سقط هو الاخر جالسا
فلا فائده من السعى فى الظلام احتضنها بين يديه واسند رأسه على جبهتها وغفى
__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ___________
“فى احد القاعات ”
نصب فرح “شريف ومنار ” اجتمع عدد كبير من اصدقاء العروسين وايضا عائلة
والد شريف والتى تحمل رتب كثيره ومختلفه حتى والده وصل الى درجة لواء
قبل ان يتوفى بينما عائلة منار كانت مشتركه بين عائلته لكن هذا العدد المناسب
جعل الاجواء هادئه والمساحه خاليه من الضغائن باستثناء والد منار الذى غاب عن الحفل
كما غاب عن حياتها طوال هذه المده
وقف “شريف ” عند نهاية الدرج ينتظر ظهور عروسته وان كانت هى لا تعرف بكونها عروسه
فهو يعتبرها حور من حور الجنه كافئه الله بها فى الدنيا هذا اليوم بالنسبة له كان حلم صعب تحقيقه
ووقوفه الآن بانتظارها يشعره باللذه لم يسبق لها مثيل الطبول التى تقرع حوله ضعفها يدق فى قلبه
وهذه الفرقه التى سبقتها ترقص على الدرج قلبه يبدع فى الرقص اكثر منها لم يهتم بأى تفاصيل حوله
فلا معنى للتفاصيل دونها هى كل الاشياء والاسماء والصفات هى حياة اخرى فيها كل ما يتمناه
اخيرا طلت بفستانها الابيض ذو الياقه المطرزه والاكمام الطويله كانت غايه فى الجمال والكمال
وهذه الطرحه البيضاء تسقط على كتفيها جعلتها تشبه الحمامه البيضاء نزلت خطوة خطوة وهى تزيد
فى عينه حبا وكأنها تسقط اكثر داخل قلبه حتى مابقى متسع لحب شئ اخر سواها كاد يطير ليخطفها فى احضانه
منزلقا فى الحب عمدا
امسك يدها اخيرا وعينه لا تتوقف عن النظر اليها بعشق خالص كانت محظوظه بنيله من هذا القلب الصافى
تحركا معا لالتقاط بعض الصور وبدأ الحفل الذى حرص “شريف” ان يكون اسطوريا لا ينسي
من جانب “منار ” كانت لا تصدق انها هنا فى وسط الزفاف بين هذا الحشد من الناس شعور
غريب هى طوال حياتها تمقت ان تكون عروس طالما كرهت انها خلقت انثى بسسب ضغط
والدتها عليها للزواج ووبناء اسره لكن ما تعيشه الان حلم غير منطقى لاتعرف كيف توجه
شعورها الفرح ام الحزن ولكن الشعور الذى سيطر عليها هو الطمأنينه بما ان “شريف “الى جوارها
هنئهم الجميع بينما هى حافظت على ابتسامتها المتكلفه كى يقتنع الحضور واولهم والدتها
بأنه زواج طبيعى لا ريبه فيه ….
جلس الاثنان امام المأذون وبدأ يتلو العبارات الدارجه لكتب الكتاب كل ما سيطر عليهم هو المشاعر
فقط كان “شريف ” متحمس لوضع اسمها الى جانب اسمه وان كانت ورقه فقط يكفى ان سيجمعهم بيت
وعلاقه وان لم تكن كامله وهى كانت متخبطه تماما وهى تهتف خلف المأذون ما يقول فى النهايه
وضعت توقيعها وبصمة اصباعها اصبح لا مفر من الامر لن تستطيع التراجع وتطفئ كل هذا السرور
خاصتا والدتها التى ترقص السعاده فى عيناها علت اصوات الزرغايد وانطلف مزمار الفرح وبدأ
الحفل ……….
_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______
“الياس ومكه ”
مع استسلام “الياس ” للتعب الذى سقط على جسده كالجبل ارتخت عضلاته وغاب عن الوعى
وهو متشبس بمكه وكأنها اخر ما تبقى له مظهرهم هما الاثنين كتمثال مائل فى وسط صحراء
خاليه مظلمه لفت انتباه هذه القافله التى تسير مع الابل توقف مجموعه الرجال حتى يتوضح
الرؤيا متسائلين :
_ ويش هاد
ومع التدقيق اتضح انهم بشر انطلق احداهم نحوهم ثم ناد بصوت عالى :
_ هادول رجل وامرأه
اقترب المجموعه وبدون اى حوار بينهم توالى البعض حمل “مكه ” والاخريحمل “الياس ”
رفعوهم على الجمال وانطلقوا عادين الى قبيلتهم ….
مع نظرات كثيره من التساؤل بسر تواجدهم معا فى هذا المكان واصابة “مكه ” التى بدأت فى النزيف
عجلوا خطواتهم حتى يصلوا قبل بذوغ الفجر وانقاذهم قبل فوات الاون فحالتهم سيئه
________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________
“عدى مرام ”
خرج بها من وسط المظاهر التى تفككت بالكامل بعد هذه الوقعه وكذلك تكفل الامن فى دفع الباقين
انسحب بسارته دون هدف كل مابرأسه هوالخروج بها من وسط هذا الصراخ الذى يعرف انها تهابه ويزيد
من سؤء حالتها و بالطبع لن يستطيع التوجه الى مكتب والده يعرف أنه لن يرحمه فور رؤيته مع فتاة بحالة مزريه
كهذه طوال الطريق “مرام ” فى حالة انهيار لا تكف عن البكاء اغلق زجاج سيارته بالكامل
حتى لا يلتفت الماره لهيئتها التى ستثير الشكوك خاصتا ان ملابسه ممزقه تكشف بعض من اجزاء
من جسدها …..
تغافل هو عن النظر اليها عن عمد ونظر امامه ولم يلتفت نحوها ولا مره لدرايته بأنها لن تحب هذا
وهو لن ينظر تجاها نظره واحد لن تكون راضيه عنها
امسك هاتفه وضغط ازراره وهو يبحث عن رقم الشخص الوحيد الذى سيساعدهما معا وبعد مده قصيره
سمع صوتها الرقيق يجيب :
_ ايوا يا حبيبى
تسأل على الفور دون مقدمات لا داعى لها :
_ تمار انتى فى البيت ولا فين ؟
سؤاله بعث القلق فى نفس “تمار ” التى نظرت نحو “فادى ” الذى بجوارها فى السياره
وهتفت :
_ فى حاجه يا عدى ؟
اجابها أمرا ونبرته توحى بان هناك شئ خطر :
_ ايوا عايزك ضرورى
انتبهت سريعا انه فى مشكله لذا هدرت بدون تردد :
_ حاضر يا عدى انا هبقى فى البيت كمان خمس دقايق تعال
اغلق “عدى ” مطمئنا انها ستساعد “مرام ” خاصتا انه لن يستطيع العوده بها ايضا نحو منزلها
بهذا الشكل ,,
على الجانب الاخر ,,,,
هى الاخرى التفت تطلب من “فادى ” بأسف :
_ انا اسفه يا فادى ممكن تودينى البيت تانى
حرك يده الممدوده على المقود ليلتف وهو يقول ممتثلا لطلبها :
_ طبعا
بعد مدة قصيره
وصل “عدى ” اسفل العماره التى تسكن بها “تمار وريان ” وكرر الاتصال بها
ليسألها بايجاز :
_ وصلتى
اجابته وهى تتجه نحو باب شقتها من جديد :
_ ايوا اطلع انا مستنياك على باب الشقه
اغلق الخط وأرد ان يوصل معلومه هامه لمرام دون ان ينظر لها :
_ انسه مرام ممكن تبطلى عياط
لم تستجيب وكأنها لم تسمعه ابتلع غصته التى تقف فى حلقه لم يستطيع التوقف عن تأنيب
الضمير والحزن على حالة الانهيار التى تمر بها خلع قميصه دون مقدمات ومد يده داخل
احد اكمامه ليسحب يدها من على فمها ويمسك بيدها من داخله ويشد ذراعها كى يساعدها فى ارتدائه
تماما كما تساعد طفل صغير نظرت اليه مندهشه من تصرفه ترك لها الجانب الاخر لترتديه هى واستغل
انها نظرت اليه وحدق فى عينها كى يضمن استيعابها قائلا بهدوء :
_ البسي القميص عشان نعرف ننزل من العربيه واهدى خالص انتى معايا وما حدش هيقدر يمسك بسؤء
تانى
حركت رأسها بالقبول لكن بداخلها لم تتجاوز ابدا القبول شعور قاس بانها عاريه مهما ارتدت من ملابس
قسوة ما مرت به لايمكن تجاوزه بسهوله لذا لم تتوقف عن البكاء حتى وهى تنظر فى عينه خجل شديد
يعتريها لدرجة الالم أردف وهى يشعر بكل ما يطل من عينيها مشاطره نفس الالم :
_ هتبقى كويسه صدقينى
نزل عن سيارته ببنطال فقط عارى الصدر اتجه صوبها ليفتح اليها الباب وقعت عينه رغما عنه
على شق فى تنورتها من اسفالها جرح وكذلك الدماء التى لطخت اسفلها وبمنتهى الغضب لكم
اطار سيارته وهو يصر على اسنانه بضيق لا آخر له هذه الكمه جعلت “مرام ” تقفز من مكانها
بخوف سرعان ما تمالك نفسه مراعاه لحالتها النفسيه وهلعها الذى تضاعف
بعد غضبه وهتف مهدء :
_ إهدى أهدى مافيش حاجه
ابتلعت ريقها ولملمت تنورتها الواسعه حتى تخفى جسدها لكن هذا كان يزيدها سوء وتبكى اكثر على حالتها
وما وصلت اليه ،هذا النصل الحاد فى قلبها يزداد ألما، نزلت بخطوات متعرجه وهى تشعر انها أوشكت على
السقوط حاول “عدى ” مساعدتها لكنها رفضت واستند بوهن الى السيارة وكذالك الحائط وضعها أنساها
ان تسأل اين تذهب هذا السؤال جاء متاخر بعد ان اغلق المصعد عليهما التفت اليه
وسألته بشك يخالطه رعب جلى :
_ انت واخدنى على فين ؟
شعر بخوفها دون ان يلتفت لها اجابها مطمئنا مستمرا فى عدم النظر تجاها :
_ هنروح لحد يساعدنا
وقبل ان تسترسل فى الاسئله التى طارئت على عقلها انفتح باب المصعد معلنا عن الوصول خرج من المصعد
وتبعته هى ببطء بينما هو تبأطى متعمدا حتى يتثنى له مساعدتها متى أرادت فى نهايه الممر كانت تقف “تمار ”
وأعينها تحاول استيعاب المنظر “عدى ” عارى الصدر ومن ورائه تمشي فتاه ممزقة الملابس ويبدو انها فى غاية السؤء
وقبل ان يقترب منها هدرت بصوت عالى :
_ عــــدى ايه اللى عمل فيك كدا ؟
اشار لها ان تقترب ولم تتردد بالفعل كانت تنوى هذا وعندما وصلت اليه هتف مشيرا نحو “مرام ” :
_ ســـاعديها وانا هسبقكم
ترك “تمار ” تساند “مرام ” وهى لا تفهم شئ مالت برأسها الى تلك الفتاه الغريبه وهى تسألها بقلق :
_ انتى كويسه ؟
كان الحال واضح هى ليست بخير ابدا وصلت بها الشقه لتجد “عدى ” يجلس على الاريكه المقابله
ومال برأسه للوراء يظهر عليه الالم وهذا ما زاد فضولها نادته :
_ عدى في ايه انت عملت ايه ؟
اجابه وهو فى نفس حالته دون حتى ان يفتح عينه :
_ خديها الحمام وخليها تاخد دش دافى وجهزيلها هدوم تانيه واتصلى بالدكتور يجى
خطت نحوه لكن شعرت ان التى تمسك بيدها اختل توازنها لذا تراجعت لتنفذ كل ما يريد أولا ومن بعد
ستعصره أسئله حتى يجيب ,,,,,,
____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________
منار وشريف
امسك خصرها بينما هى وضعت يدها على كتفه وبدأت تعلو بعض الموسيقى وتكفى فرحة “شريف ”
لتضيف حالة من الحب بينهم وإن كانت تجهل كل مشاعره وتشعر انه بمثابة اخ اكبر تلك الفكره التى
تجعلها فى منتهى الغباء وإن كانت شديده الذكاء لكن جهل المشاعر لا علاقة له بنسبة الذكاء
هتفت مبتسمه وهى تنظر حولها غير مصدقه هذا الحدث الذى اسبعتده هى من حياتها ووجودها الآن
بمنتصف الحدث يشبه الحلم :
_ معقول دعوتك ليا بيارب تبورى ما اتقبلتش
لم يحرك عينه عنها وهو يهدر بثقه :
_ ومين قال دى بالفعل اتقبلت الحمد لله
ردد الدعوه التى كان يقولها لها جهرا فى نفسه متمنيا اليوم الذى يأتى عليه ليقول لها بما كان يدعو :
_ يارب تبورى لحد ما أرتب أمورى ولحد ما تبقى ليا
سألته وهى تنظر نحو طالولة الدتها :
_ شوفت ماما بتعيط ازاى اللى يشوفها وهو بتعيط دلوقت ما يقولش انها كانت هتموت وتزقنى من البيت
لاى حد
رفع ذقنه وضم حاجبيه متسائلا بفخر :
_ هو انا أى حد يا بت ولا ايه ؟
التفت له وهى ترمقه بعداء متشدقه بضيق :
_ ما تقوليش يا بت دى تانى
اجابه بغرور متجاهل ضيقها :
_ بت وهتفضلى بنتى مهما كبرتى
علا صوتها وهى تهدر بتذمر :
_ شيفوا ما تقولش بنت انت عارف ان الكلمه دى بضايقنى
دار بجانب عينه حوله وهو يوضح من بين اسنانه :
_ ما تعليش صوتك يا منار احنا المفروض فى فرحنا والناس بتبص علينا
زمت شفاها وهى تفكر بطريقه اخرى فى الانتقام منه دون أن تلفت النظر لها حتى ومضت فكره
شريره عضت شفاها وراقبت ردة فعله وهى تدعس بقدمها على قدمه وابتسمت عندما رأت
وجه تحول الى اللون الاحمر و مجاهدا تقيد غضبه تحولت ابتسامتها الى ضحكات مجلجه
صر على اسنانه وهو يحاول كبت مشاعره تجاه شقاوتها التى تخطفه فى عالم آخر دون أن تدرك تاثيرها عليه
اختطفها فجأه فى أحضانه ليدور بها فى دورات سريعه بخفه جعلت ذيل فستانها يتطاير شعرت بمرح
لا تستطيع انكاره نهضت كلا من “ماجده وزينب وورد ” وهم يتابعون هذا المشهد الذى يوحى بأن بينهم قصة
حب شديده المحال خاصتا بضحكات “منار ” المجنونه هذه التى يراها صعب يستوعب انها كانت مجبره على الزواج
من الاساس ….
كان يشعر انه يطير بها فى اعلى السحاب ما من شئ يريد على الارض سوى ان تظل للابد فى احضانه
اخيرا توقف ليحرر خصرها وينزلها ارضا وهو ينظر اليها بشغف ناقلت عينها بين عيناها مندهشه
من نظراته الغريبه أو التى لا تستوعبها وتنكرها بإستمرار ظل يسبل اليها دون أن يتمالك نفسه
حتى نادته مستوضحه :
_ شيفو مالك ؟
نفض رأسه وهو يجبها بغموض :
_ ما تبقيش تضايقى لما اقول عليك بنت ماشي
وقبل ان تجيبه وجدت “ورد ” بينهم تخطفه وهى تقول :
_ تعال ارقص معايا انا كمان
وتدخلت “زينب ” وهى تحاوط جسد “منار ” بحنان وهى تحاول مراقصتها
هتفت بحنان :
_ مبروك يا احلى بنت بالعالم
ابتسمت لها “منار ” فأردفت وهى تطالعها برجاء :
_ خلى بالك على شريف يا منار انا وفقت على الجوازه دى مخصوص عشان عارفه ان مافيش
احسن من شريف اطمن عليكى معاه اعملى كل اللى انتى عايزاه فى حياتك إن شاء الله تطلعى القمر
مش هتلاقى احسن من شريف زوج وصديق وأخ وأب لاولادك
قضبت “منار ” حاجبيها وهى مستنكره حديثها الودى الذى لم تفتحه معها من قبل وتسألت حتى تزهق دهشتها :
_ اشمعنا بتقوليلى كدا دلوقتى ؟
اجابتها وهى تميل برأسها نحو “شريف ” قائله :
_ عشان ما كنتش اعرف ان شريف الوحيد اللى يقدر يستحملك غير دلوقتى
لم تختفى دهشة “منار ” لكنها اذدات لتريحها والدتها هاتفه بابتسامه وهى تحرك رأسها بالايجاب :
_ شوفتك وانتى بدوسي على رجله يا بت العبيطه
غطت “منار ” ضحكتها بيدها لتنهرها والدها معنفه اياها :
_ اياكى يا منار تطولى ايدك عليه والله انا اللى هقـفـلك شريف دا ابنى زيه زيك فاتلمى أحسنلك
الرجاله ما بتحبش الست اللى فيها حاجه طويله ايدها أو لسانها
على الجانب الآخر
كانت “ورد ” تحضن “شريف ” وهى تبتسم بفرح لكونه فرحا لاول مره هدر “شريف ” :
_ عقبالك يا ورد
اجابته وعينها لا تفارق عينها وكأنها تريد أن تعرف شئ يخفيه بداخله :
_ وعقبال ما يرتاح قلبى من ناحيتك يا حبيبى
رفع كتفيه وسالها متعجبا :
_ ما خلاص انا بتجوز أهو هريحك منى خالص
نفضت رأسها بنفى قاطع دون قبول لحديثه :
_ لا مش كدا يا حبيبى
نظرت نحو “منار ” وأردفت :
_نفسى دى تحس بيك تعرف يا شريف لو حست بيك هحبها
اكتر ما بحبها
مال برأسه ليرطمها فى رأسها بخفه وينظر اليها قائلا :
_ مش المهم انى انا مبسوط هى حاسه مش حاسه أنا مبسوط انها معايا ومافيش اكتر من الجواز
يثبت انى مبسوط
نظرت اليه وهى لا تصدق ان هناك رجال فى الحياه يشبهونه هتفت دون تردد :
_ انت اللى هتعقدنى فى الجواز يا شريف عمرى ما هلاقى حد يحبنى زى ما انت بتحب
المجنونه اللى انت خساره فيها
اتسعت ابتسامته وهو يرد عليها :
_ ايه اللى انا خساره فيها دى , لو انا فكرت اضايقها هيتقام عليا الحد منك ومن ماما
حركت كتفها بدلال وقالت بمرح :
_ مش نصى التانى
ثم استعادت حنقها وهى تلوح بيدها فى شر :
_ بس والله لو ما قدرت النعمه اللى فى اديها لاكون خنقها باديا دول
دفعها “شريف ” وهو يهدر بمرح :
_ طيب يلا بقى من هنا خلينى اروح اشوف المجنونه بتاعتى وبعدين ابقى اشوف توامها
المجنون بعدين
_____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________
“الياس ومكه ”
فتح عينه ببطء وهو يشعر بثقل فى رأسه غير طبيعى لكنه كان حتما وضرورى أن يفيق وكيف يغفل
والخطر يحيط به من كل جانب استند على مرفقيه وهو يحاول دفع نفسه من الارض ليجد الى جواره
شيخ كبير تليق به الهيبه ويوحى بأنه رجل طيب لحيته الطويله ذات اللون الفضى وعينها الحاده
برغم شيب اهدابها وحاجبيه هتف بهدوء ورصانه :
_ ارتاح يا والدى
برغم ان مظهر الرجل يبشر بالخير الا انه من داخله لم يستطيع الاطمئنان عندما لاحظ انه فى خيمه
وحيدا مع هذا الرجل دون “مكه ” لذا سأل متوجسا :
_ هى فين ؟
ساله الرجل وهو يضيق عيناه :
_ هى مين ؟
اجابه وهو ينتفض من مكانه بفزع :
_ اللى كانت معايا
وضع الرجل فى طريقه عصاه الخشابيه قائلا :
_ عندك
التف اليه “الياس ” وهو يستعد فى نفسه الى شن حرب جديده ليسترسل الرجل منهيا
هذا العنف الذى بدى على وجهه :
_ فى حريم برا وممنوع تخرج عليهم ارتــاح
هدء من نفسه بأن ملاء صدره بالهواء وعاد يسأل من جديد متعجلا الاجابه :
_ هــى فــين ؟
اعاد الرجل عصاه للا رض واستند على مقدمتها وهو يميل برأسه للامام متسائلا :
_ ويش تبقالك زوجتك
صمت لينفى واقع الكلمه على مشاعره التى تتلهف للاطمئنان عليها ثم رفع كتفيه وهو يقول :
_ لاء
ظل الرجل يحدق به وكأنه يعرف ما يخفيه اكثر منه شخصيا فأردف وهو يشير بيده موضحا :
_ بص انا فى مهمه رسميه ومش المفروض اقول معلومات كل اللى طالبه انى اوصل للمدينه
وانا هناك هعرف أتعامل
ظل الرجل الكبير ينظر اليه بصمت ونظرته المطوله كادت أن تفقده صبره وقد التقط هذا الرجل
لذا هتف بنبره رتيبه :
_ الهيبه بـايــنــه عــلـــيـــك
زفر اخيرا “الياس ” وهدر براحه :
_ كويس ارجوك قوالى هى فين ؟ وخلينى امشى من هنا عشان ممكن ناس مش لطيفه يجوا
ورانا هنا
رفع الرجل رأسه دون اهتمام وهو يهتف :
_ ما تخاف ما بيقدروا يجونا نحن بنعرفهم وهم بيعرفونا
اقترب منه “الياس ” ليستشف منه المذيد لكن هذا الرجل اوقفه وقال وهو يلوح بيده :
_ الصبيه اللى كانت معاك بتداوى فى خيمه الحريم خدها وروحوا
سأله الياس دون مستفسرا :
_ انت مين وازاى وصلنا هنا
اجابه هذا الشيخ وهو يمرر عينه عليه :
_ انا الشيخ ايوب شيخ القبيله ابو فجر لاقوك رجالنا وهما راجعين من الصيد
وما تسأل عن شئ تانى ُمر بسلام
جلس “الياس ” بالقرب منه وهدر :
_ ياريت
وبعد دقائق جلس فيها عاقد يديه منتظر بتحمس رؤيتها من جديد دخل شاب طويل يرتدى جلبابا
ومن فوقه سترة سوداء هتف وهو ينظر الى الياس مبتسما بود وكأنه يعرفه :
_ شيخ ايوب الصبيه فاقت
تسأل “الياس ” بلهفه :
_ مكه
اتسعت ابتسامة “الشاب ” وهدر :
_ اى يا الياس
رفع “الياس ” حاجبه وسأله بتخمين :
_ وانت عرفت اسمى منين ؟
اجابه الشاب وهو يشير للخارج :
_ انا ما بعرف اسمها ولا بعرف اسمك هى قالت اسمك اول مافتحت عيونها وانت قولت اسمها
اول ما دخلت عليك
نهض الشيخ “ايوب ” وهو يسال الشاب الجديد :
_ فى حد بالخارج
لم ينتبه “الياس ” لحديثهم يكفى هذه الضجه التى أحدثتها “مكه ” بداخله اهتمامها الزائد به وسؤالها
الدائم عنه يشعر انها تجذبه الى عالم آخر لم تطأه قدمه ابدا وتستفز أحاسيس كان لا يعلم بوجودها من الاساس
صاح الشيخ ليخرجه من هذا بصوته الجاف :
_هِم معنا
نهض ليخرج من ورائه انحنى قليلا كى يقلل من طوله الفارع فى المرور من هذه الخيمه ورفع وجه ينظر
الى هذا المكان والشمس الساطعه فى كبد النهار والخيم المنتظمه على كلا الجانبين كان يتحرك من ورائه
وهو ينظر يمينا ويسار متفقدا المكان وصل الشيخ الى احد الخيم وخرجت منه امرأة تحدث اليها الشيخ
بنبره خافته فأشاح “الياس ” وجه بعيدا عنهم تاركا لهم مساحه من الخصوصيه بعد مده وجيزه دخلت المرأه
وخرجت امرأه اخرى ترتدى الزى البدوى وتخفى نصف وجها السفلى بوشاح ثقيل لمح “الياس ” طرفها
واشاح وجه ايضا منتظرا “مكه ” هتف الشيخ :
_ ويش بيك يا بنى هاى مكه اللى بتسأل عنها
التف سريعا يمعن النظر الى هيئتها الغريبه عن نظره كاملة المظهر لا يظهر سوى عيناها السوداء
المُكحله بالون الاسود أبرز جمال عينيها اكثر وجعلها وذبحته دون قظره دم واحده طال النظر الى عينها
وقد سنحت له الفرصه أن يرى عينها دون أى شئ آخر ليفتنن بهما دون شعور ما كان من قبل يعرف
الفتنه الا عندما رأى عيناها وآمن تمام الايمان أن للعين سحرا سفلى يجذب القلوب رغما عنها
حاول اذدراء ريقه لكن حلقه جف فجأه أنب نفسه على ما تدفعه هذه الداهيه وقضب حاجبيه ومتسائلا
بفظاظه وهو يقترب منها :
_ هو احنا فى ايه ولا ايه ؟
سألته من اسفل وشاحها :
_ ايه هو انا عملت ايه ؟
اجابها بتعصب وهو يشير بعنقه نحو وجهها :
_ متكحله وحط قرف فى عينك فايقه جدا ماشاء الله عليكى
تدخل الشخ “ايوب ” ليوقف غضبه بشده :
_ ويش بيك الصبايا جملوها
وقف بوجه وأردف بخبث :
_هاد كحل بدوى يكشف المستور ويظهر ما فى الجلوب (القلوب)
لطالما خشى “الياس ” ان يكتشف احد ما فى قلبه ازاح عينه عنهما واستدار وهو يسأل
مغيرا للموضوع :
_ هو احنا هنمشى امته ؟
ربت الشيخ على كتفه وهو يقول :
_ اصبر روح اجلس هناك لحين نضيفك ونخرج معك الفرسان يوصولك
اشار نحو ارجوحه من القماش بين طرفى النخيل تحرك دون أن يلتف ورائه أو حتى ينبث
فمه بحرف جلس على الارجوحه بملل ومال بمنتصف جسده للامام بينما هى وقفت مع
الشيخ تسأله بقلق :
_ احنا هنمشى على طول يا عم الشيخ اصل انا غبت عن واهلى كتير واكيد قــلــقــانــين عليا
اجابه الشيخ “مطمنا إياها بإبتسامه طيبه :
_ ان شاء الله بتعودى سالمه , كيف جرحك
اجابت وهى تتحسس كتفها المصاب من اسفل هذا الرداء الثقيل :
_ الحمد لله حاسه انى احسن الالم خف كتير
رفع الشيخ حاجبيه موكدا بلغة شديده التاكيد :
_ان شالله بطيبى انتى فيكى شئ طيب
ابتسمت له ودار بينهم حوار طويل اشعل هذا يجلس بعيدا يحاول عدم النظر تجاهم
حتى لا يضع فوق نيرانه احطاب تاكله ببطء مسح وجه بتعصب يرغم نفسه
على عدم النظر نحوها لكن المجهول يجذبه تجاها وكأنه شئ خرافى ,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يتبع